ليتَ العواصمَ كلُّها صنعَاءُ
لانزاحَ عنها الكرْبُ، والأرزاءُ
الجيشُ فيها من يُحَصّنُ نفسَه
من صنعِه الحريةُّ الخضراءُ
ومزوّدٌ من كلّ حقلٍ أخضرٍ
تلكَ الحقولُ يَصونُها الكرَماءُ
إعلامُها من هُدْهُدٍ فيها نَمَا
مَنطَوقُ صِدقٍ ليسَ فيه رِياءُ
بلقيسُ تبقى رمزَ خيرَ نساءها
بوجوهِهنّ أنوثةٌ ، وحياءُ
الْجَيْشُ في صنعَاءَ حلّلَ واقعاً
وفق التّغَيّرِ عندَه اسْتِقْرَاءُ
لايكتفي هو بالقراءة وحدَها
من عندِهِ تتواردُ الأنبَاءُ
وينبّهُ المعنيَّ فيها بكنْهِها
حتى يُقرّرَ ماهو الإجراءُ
وبِحسْبِها يبنِي، ويرسُمُ خِطّةً
فيها اسْتباقٌ بلْ، وفيها جَلاءُ
ومُبَادراتٌ ليسَ يفنَى حصادُها
وبها تُصَانُ الفاطِمُ الزهراءُ
ياذا اليمانيُّ الذي نَشتَاقُه
عجّل إلينا ، ففي يديك دواءُ
أمراضُ شتّى صدّروها لشعبِنا
منها … تعنّتْ… كُلّها لأدواءُ
فالبعضُ يَنسى أنّ أمَهُ أنْجَبت
خيرَ البرايا ، وقلبُه صحراءُ
ويُريدُ لليمنِ الحبيب تمزّقاً
حتى يحلّ بأرضِه الغرباءُ
عوناً يكونُ لهم، وهم بديارِه
ويُذَلُّ فيها العلم، و العلماء
ياذا اليمانيُّ المأمّلُ نَصْرُهُ
أسْرِعْ فإنّ قلوبَهم جَردَاءُ
لاوردَ فيها يُستطَابُ عبيرُهُ
من حقدِها قدْ تُحْرَقُ الأَرْجَاءُ
الفَيْلمانِي الْمُفَلْمَنُ فِعْلُهُ
أنّى يَحلُّ يَحُلُّ فيهِ بَلَاءُ
ياذا اليمانِيّ الذي نَشْتَاقُهُ
عِشْنا سِنِيْناً جُلّها عجْفَاْءُ
عجّلْ إلينا فقدْ يضيْعُ خَزِيْنُنا
تَسْبيْهِ منّا سَفِيْهَةٌ شَمْطَاْءُ
منْ أمْرَكَتْ دولَ الجوار، وصَهيَنَتْ
ومن العروبةِ صَيّرَتْها خَواءُ
أرسِلْ إلينا من يقينِكَ ومضةً
تلكَ الدّياجِي تنيرُها الأضواءُ
دينٌ يمانيٌ و عزمٌ مُرْتَجى
لا لن نخيْبَ وفي الإله رجاءُ