
📝ماذا لو هاجر اليهود من فلسطين ؟
✍عبده يحي نايف
هل فكرت يوماً عزيزي القارئ ما الذي سيحدث لو هاجر اليهود من فلسطين؟ ماذا لو استيقظنا ذات يوم صباحاً وسمعنا القنوات تتحدث والصحف العالمية تكتب بأن دولة الإحتلال الإسرائيلي قد هاجر جميع سكانها إلى مختلف دول العالم خوفاّ على سلامة ارواحهم نتيجة الصراعات مع محور المقاومة، “تاركين ورائهم كل شيء.. المجد الذي شيدوة .. الشعب الذي تمزق نسيجة الاجتماعي، الأرض التي قسمتها.. الفصائل المتناحرة فيما بينها..ما الذي سوف يفعله الفلسطنيين حينها، كيف يتصرفون؟”
ولماذا الفلسطنيين لم يستعدوا لمثل هذا اليوم؟
هل هذا السؤال الذي أطرحه بين يديك عزيزي القارىء في هذا المقال قد خطر علي بال أحدٍ منكم ؟
في الحقيقة غالبية القراء لم يتوقعوا مثل هذا السؤال، وفي تقديري أنهم لم يتخيلوا طرحه حتى بينهم وبين أنفسهم، “فالهموم التي أغرقت المجتمع العربي لم تسمح لهم بتخطي حاجز تحديات الحياة اليومية ومسؤولياتها، فغالباً ما يغيب عن مُخيلة العقل العربي قضايا مصيرية مهمة بسبب صعوبة تحقيقها أو نيلها، فيميل العقل إلى تناسي تلك القضايا، مما يؤدي إلى تأخير تحقيقها إن لم يكن إضاعتها إلى الأبد.”
فكِر معي عزيزي القارئ بواقعية مجرَّدة، الجميع يريد التحرير.. ولكن ماذا لو حدث ذلك فعلاً….!!!!!!؟؟؟؟؟
*_ هل الفلسطينيون مستعدون لاستيعاب ذلك الحدث العظيم؟
*_ ماذا سيفعل بمن جاء مهرولاً من الفلسطينيين ليسترد بيت أجداده المهدوم وأرضه المسلوبة؟
*_ كيف يمكن للفلسيطين إدارة المصانع ذات التقنيات المتطوره بهذه العقلية ذات الطابع البدائي، وماهي الآلية التي من خلالها يتم توزيع الغنائم بين الفلسطنيين انفسهم ؟ وكم الحصة التي سوف تكون من نصيب محور المقاومة ؟
*_ وكيف يتم غرس الوطنية الفلسطينية والقومية العربية في نفوسهم وعقولهم لان غالبية الفلسطنيين يعملون لصالح دول أجنبية على حساب بلدهم؟
*_ ماهي الطريقة الفعالة لعودة اللاجئين إلى فلسطين لتوطينهم فيها؟ وكيف يتم إسترجاع بيوتهم وأملاكهم المسلوبة التي استولى عليها الاحتلال وأصبح ليس لها وجود؟
*_ وكيف يتم معالجة تصفية الحسابات بين أفراد العائلات الفلسطينيه ؟
*_ وكيف ستتم إعادة تأهيل الشعب الذي تعوَّد أطفاله على الملاجىء والمخيمات وتفشي الجهل والامية في اواسطه ؟
*_ وكيف يتعامل الفلسطنيين مع مفاعل ديمونة النووي الذي خلَّفته إسرائيل؟ وما هي كيفية إستخدام الترسانة العسكرية ذات الطابع الحديث؟ وكيف يتم بناء عقلاً سياسياً يهتم لشأن الوطن أكثر من اهتمامه لشأنه الخاص؟ “وكيف يتم التعامل مع الفاسدين الذين أهلكوا الحرث والنسل باسم الوطنية والقومية والدين.. ويريدون أن يركبوا الموجة لأنَّ تاريخهم (النضالي) يمنحهم الأولوية ويحرم غيرهم؟”
*_ وماذا سيفعل الشعب اثناء حدوث الانفلات الأمني نتيجة وجود الفصائل المسلحة ذات التوجهات المختلفة؟ وكيف يتم التعامل مع حمام الدم المُحتمَل والحرب الأهلية التي قد لا يشهد لها التاريخ مثيلاً؟
*_ “كيف وكيف وكيف؟.. تساؤلات كثيرة لا تنتهي ومسؤوليات كبيرة لا أرى مَن يتحملها أو يكترث لها، وقد يكون الرد الوحيد الذي سنسمعه هو”: (يا اخي اول شيء خلي فلسطين تتحرر.. وبعدين سهل).
” لو عاش الفلسطينيون هذا التصور المستقبلي لحال فلسطين ما بعد التحرير، وتم وضع خطط لكل شيء.. حينها قد يُصبح أمر التحرير حقيقة يوماً ما؛ لأنه ببساطة سيتحول إلى رؤية وطنية يسعى الجميع إلى تحقيقها.”
ولكن مع الاسف الشديد الفلسطنيين بشكل خاص والمسلمين بشكل عام يعيشون حالة تحت تأثير التخدير الموضعي بأن تحرير فلسطين مرتبط (بقيام الساعة) هذه الخزعبلات المنسوبة الى دين جعلت المسلمين يعيشون حالة من تخبط وتحت تأثير الوهم. يجب على الفلسطنيين تدريس هذه الرؤية في مناهجهم “ويعملون جنباً الى جنب لتحقيق تلك الرؤية بدلاً من تأجيل الخوض فيها خوفاً منها ومن تبعاتها.”
إذاً فإنني أخشى . أن تصبح أمنية المواطن الفلسطيني بعد التحرير.. عودة أيام الاحتلال من جديد….!!!!!!!
عبده يحي منيف
