“ لم يكن هنية شيعياً ولم يكن نصرالله سنياً”
د.جميل مشيقب
في عالم تتداخل فيه الطوائف وتتشابك المصالح تصوروا لو لم يكن إسماعيل هنية شيعياً ولم يكن حسن نصرالله سنياً كيف كانت ستتغير الديناميكيات السياسية في المنطقة
لطالما كانت الصراعات الطائفية جزءاً من المشهد العربي حيث تتخذ الانقسامات شكل أزمات سياسية وحروباً دامية. لو كان هنية وهو قائد حركة حماس ينتمي إلى طائفة أخرى غير الشيعة
لربما كانت علاقاته مع القوى الأخرى أكثر انفتاحاً مما كان سيسهم في تعزيز الوحدة الفلسطينية واستقرار المنطقة
من جهة أخرى إذا كان نصرالله زعيم حزب الله سنياً فإن ذلك كان سيغير بصورة جذرية كيفية تفاعل الجماعات السنية والشيعية في لبنان. لربما كانت هناك فرص أكبر للتعاون بين الفصائل المختلفة مما قد يؤدي إلى تقليل التوترات الطائفية
لكن العدو المشترك وهو الاحتلال الإسرائيلي كان سيظل هو نفسه. فبدلاً من التركيز على الانقسامات كان يمكن للجهود أن تُبذل لتوحيد الصفوف ضد هذا العدو.
في النهاية إن الأحداث التاريخية لا تعتمد فقط على الأفراد بل تتشكل أيضاً من خلال السياقات الاجتماعية والسياسية. إذ يبقى السؤال: هل يمكن أن تنجح الأمة العربية في تجاوز الانقسامات والاتحاد ضد التحديات المشتركة بغض النظر عن الطائفة أو الدين
إنها دعوة للتأمل في كيفية تجاوز الطائفية من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.