بعين العقل البشري ننظرُ إلى المشاريع الصُهيونيّة المستقاة من المشروع الأكبر للدولة العميقة ،التي بدأ تشكّلها مُنْذُ أن أُخرِجَ إبليس من الجنّة ، متوعّداً بأنّهُ سيغوي ذريّة آدم عليه السّلام ، و الذي اعتبره ندّاً له ، و أنّهُ سيعملُ بكل مابمستطاعه على تهديم جوانب الخير،و البناء فيه، عن طريق قتل الخير الفطري ، وتخريب الكود الإلهي في البشر، معتمداًفي ذلك على ضعاف النفوس من جهة، وعلى مايمتلكُه من علومٍ تعلّمها قبل رفضه السّجود لآدم، والتي نقل منها الشّيء المناسب لنخبِ المجتمعاتِ، والدول المنضوية ، تحتَ إمْرَته، و هيكله المزعوم ، لتقوم تلك الجهات والدول ، بتضليل الناس عن تلك العلوم الأصلية، واكتسابها ، أو يتم تقديمها لهم مزورة، أو بحجبها عنهم ، وعلى التّوازي تقوم تلك الجهات بتحديد المشاريع الخبيثة ، والتخطيط لها ومنهجتها، مع مراعاة أخذ الوقت الكافي لدراستها ، بشكلٍ دقيق، وتحديد أهدافها ، “التي تظْهِرها للطرَفْ المستهدَف بعكس مضامينها الحقيقية” ، كما تحدّد تلك الدول صاحبة المشاريع متطلّبات ،وأدوات تنفيذها ، بمرونة مدروسة لإفساح المجال ، لتعديل، أو تغيير الأدوات( البشرية ، والعتادية ، التكنولوجية…) بماتتطلب المتغيرات، والأوقات التي تطبُقُ فيها ،
كما تؤكد تلك الجهات على متابعة تدريب الأدوات البشرية، والتطوير للعتاد ، والتكنولوجيا، معتمدة على استراتيجية النّفس الطويل.، إذ لا تتسرّع في تنفيذ مشاريعها ، إلّا بعد مرور وقت من التخطيط لها يتراوح مابين العقد إلى القرن أوأكثر . وفي معظم الأحيان تُدْخِلُ في استراتيجياتِها عنصر المباغتة
بحيث تُصابُ العيّنات المستهدفة سواءٌ منها البلدان أو مجتمعاتها بالصّدمة، التي تؤدي إلى الإرباك في الرد والمعالجة للأمور
ولا يفوت الجهات التي ذكرناها اعتماد استراتيجية البدائل التعويضية بحيث إذا خَسِرَتْ أهدافها مع أعداءها، تلْجأ إلى تعويضْ خسارتها بضربْ مصالح ذات الجهات العدوّة في مكان آخرْ.
وأقرب مثال على ذلك مانراه من سيناريوهات أعدّتها دول تضاربتْ مصالحها ، فاعتمدت كل منها على أدواتْها لضرب مصالح الأخرى ، والمتابع للحرب الأكرانية، مع روسيا، و الحرب اللبنانية ، والفلسطينية مع الكيان الصهيوني( إسرائيل) يلمس إخفاق الغرب أمام روسيا ، وإخفاق إسرائيل في غزّة ، ولبنان، وإخفاق الناتو في منع كل من اليمن والعراق من إسناد غزة ،حيث سارع الجميع للبحث عن بدائل تتمكّن من خلالها الدول المذكورة من تحقيق أهدافها، فكانت سورية البديل الذي يروق لجميع الأطراف ذات المصالح المتبادلة
ويُسعدُ اللص الانكشاري حفيد يهود الدونما أردوغان ، ابن سارقي الحضارة، والتّاريخ، والمدن ، فهم سرقوا القسطنطينية من اليونان ، وغيروا اسمها ليصبح استانبول…ومسجد استانبول كان كنيسة… لكنّ الأتراك حولوه الى مسجد ولأسباب يطول شرحها.
حيث لا تاريخ للأتراك ، ولامدن، ولاحضارة، هم مثل الذباب يعيشون على حساب الآخرين، ويسببون لهم ما استطاعوا من الضّرر كماليس فيهم علماء، ولا فلاسفة مع العلم من احتلالهم المنطقة أىبعة قرون ، وأهم ما تميّزوا به هو الخازوق ، والحمام التركي.
لذلك نجدهم خونة لصوص انتهازيين غدّارين ذوي ثقافة انكشارية لا يؤمن جانبهم قط “
ومختلف ممارساتهم على الأرض ، بمايخصّ سورية تؤكد صدق ماوصفناهم به .
فأردوغان هو أول من اتّفق مع قطر قبل بداية الحرب الصهيوعربية٢٠١١ على سورية على عقد اتفاقية تجارية بين “تركيا وقطر” ونصت الاتفاقية على أن تقوم تركيا بتصدير بعض منتجاتها الخاصة بالغزل والنسيج والألبسة الى سورية بأقل من سعرالتكلفة مهما كانت جودتها.
البند الثاني ..تتكفّل قطر بتعويض تركيا عن فارق البيع بأقل من سعر التكلفة من مالها الخاص، والذي وصل وقتها إلى حوالى تنين مليار دولار للسنة الواحدة. تدفعهم قطر لتركيا.
وتلك الاتفاقية تمت في ذروة الانفتاح السوري على تركيا… و كان من أهم مخرجاتها السلبيةإغلاق ستمائة مصنع في حمص وحدها الأمر الذي ادى إلى ضرب، و حرق المنتج السوري القائم على المشاريع الصغيرة، والمتناهية في الصغر التي تدعمها الدولة السورية ، والانتاج بأيدي شعبية محلية ، وخلق البطالة لاصحاب المعامل وللعمال بذات الوقت، وتحوّل الكثير من أصحاب المعامل، والصناع ممن أغلقوا معاملهم إلى التجارة بالمنتجات التركية التي ألغت وجود المنتجات السورية بسبب انها كانت تصل الى يد التجار بأقل من سعر التكلفة الحقيقية …. الأمر الذي زاد من غنى الأغنياء كما زاد من فقر الفقراء بسبب البطالة …ولم تقف الآثار السلبية عند فقر الفقراء فقط ، بل تعدّت ذلك لخفض او انعدام ولائهم للوطن، وخوصاً أن تلك المعامل التي تم اغلاقها كانت تقع ضمن البيئة الحاضنة للإرهاب ، والتطرف بعد الثورة المزعومة
وهذا الأمر كانَ ممنهجاً بعناية فائقة من قبل تركيا، وقطر..
ليحرّضوا أبناء سورية الفقراء الذين فقدوا أسباب عيشهم ضدّ حكومتهم وليفقدونهم الولاء للوطن. وظهور مايسمى “الثورة السورية”
وبالفعل كانت حمص/ باباعمر تعد عاصمة الثورة السورية المزعومة. لانها كانت ممر الخط القطري الصهيوني لتصدير غازهم إلى تركيا عبر أرض الجزيرة السورية.
وشاهد آخر على حقد أردوغان الاتفاقية التي عقدها مع قدوته النتن ياهو عبر سفيرة اسرائيل في أنقرة، والتي تعهّد فيها جهوزيته لإسقاط الحكم في سورية.
على أن تتواصل اسرائيل مع الدول الصديقة لإرسال الإرهابيين الى الخزان الإرهابي التركي ثم يقوم حفيد الدونما أردوغان بإرسالهم الى سورية عند الطلب.
وأن تُعْطى المخابرات التركية الضوء الأخضر للتنسيق المشترك مع الأمريكي والفرنسي والبريطاني والإسرائيلي “
وبالفعل نفذ وعده للصهاينة وفق تلمودهم الملزم له بالإيفاء بالعهد مع اليهودي مثله فقط ، وبالفعل عندما أرسل النتن ياهو كلمة السر للبدء بتنفيذ المخطط على سورية بدءاً من ريف حلب الغربي تلقفها حفيد أردوكان وفتح ابواب خزان المسلحين والممولين من قبل أمريكا موعزاً إليهم للانطلاق الى سورية بعدتهم وعتادهم، وكانت بانتظارهم الخلايا النائمة التي لديها الخبرة العميقة بجغرافية المنطقة والأماكن الحساسة فيها…لتكون عونا للقادمين الى سورية من تركيا، وتختصر لهم الوقت والكلفة .
واعتقدت تركيا وبعض الدول العربية وإسرائيل بقيادة أمريكا المقادة من قبل بريطانيا التي هي رأس الافعى
بأنّ حلمهم في إسقاط سورية لاسمح الله سيتحقق،
ومن خلاله تتحقق أطماعهم، وأحلامهم ، عبر تبادل المصالح، وإنهاء وجود المقاومة في دول المحور وانهاء وجود
روسيا وتصبح سورية لاقدّر الله بأيدي شياطينهم المسلحين، الذين سيتمددون الى باقي دول بلاد الشام ومصر وغيرها من الدول العربية، وبقيادة الدول التي شغّلتهم، وتستفرد اسرائيل بغزة ، وتتخلّص ممن تبقى من سكانها عن طريق التهجير، وتكمل الحلم مع صديقاتها حلم قيام دولة اسرائيل من النيل الى الفرات ، وحلم الشرق الأ وسط الجديد.. للوصول الى السيطرة على العالم
حيث يقول لويس برنارد: إذا أردت السيطرة على العالم سيطر على الشرق الأوسط..
ولا مكّنهم الله من ذلك ابداً
وبعد ماقدّمنا من شواهد على مايحاك لسورية من مؤامرات لإسقاطها، وبعد علم أصحاب تلك المؤامرات بأنّ سورية الشّمس لن تسقط وأنّ حلفاؤها الى جانبها في السّرّاء ، والضّراء
صرّحتْ كل من تركيا، وأمريكا المنافقتان أن لاعلاقة لهما بوجود المسلحين داخل سورية، بالرغم من الاتفاقية التي تمت قبل ذلك بين نتنياهو، وأردوغان ولم تخفَ، على المهتمين
ونفاق أمريكا يدحضهُ السيناتور الأمريكي السابق الكولونيل السابق ” الذي كان صرّح بأن الولايات المتحدة دفعت رواتب كل إرهابي في سورية!وقال: لقد أعطيناهم أسلحتهم وشاحناتهم.
-ايضاً العقيد ريتشارد بلاك يعترف منذ أيام في اجتماع لمنظمة مناهضة الحروب العالميه .. أنّ جماعة داعش و ما يسمى سوريا الديمقراطيه هم موظفين في” ال س..آي…إيه لافتعال الحروب و الفوضى .
ومع هذا لاتتردد أمريكا باستخدام أسلوب النفاق ، والتضليل، ومثلها تركيا…لكن سورية متيّقظة بفضل الله. ودول محور المقاومة ابدت
استعدادها الكامل للوقوف الى جانب سورية في القضاء على الإرهاب
واللافت انه للمرة الأولى تستعد أيضاً كل من السعودية ، والإمارات العربية، والبحرين
وهذا الأمر رائع في ظاهره، ويستدعي الوقوف عنده، للاستدلال على ماهو المقابل المعنوي والسيادي الذي ستدفعه سورية ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
ولكي لانكرّر المكرّر من تحليلات وغيرها اختصر بالقول:
أنّ مختلف السيناريوهات المعدّة من قبل أعداء سورية، ودول محور المقاومة والتي أشرنا إليها فيما سبق والتي تقوم بتمثيل مشاهدها مجموعات إرهابية من عدّة دول عربية وغير عربية، إضافة الى الكواليس الاستخباراتية، والخبراء المهرة في تصنيع المعدات والأسلحة والتي مازالت حتى الآن مستمرّة في مهمتها تحت عناوين كاذبة ومضلّلة ، بينما الحقيقة هي خدمة أطماع الدول المذكورة، ومن يلفّ لفيفها في السيطرة على ثروات الشعوب، وجغرافيتها ، والتي تصبّ في النهاية في وعاء الدولة العميقة، التي تخطّط للوصول إلى السيطرة الكاملة على العالم ، وإنشاء الدولة الواحدة ، بعد أن يهلكوا الشعوب عبر الحروب، والمجاعات، واصطناع الأمراض ، والزلازل، والكوارث، والإبادات الجماعية التي نراها في غزة ، وغيرها من أشكال تقليل أعداد سكان العالم ليصل إلى العدد الذي يطمحون إليه
ومن هنا أرى أنّ على جميع دول محور المقاومة التشبيك أكثر فيما بينهم، وأنْ لا يتم إعطاء العدو فرصاً جديدة ، ليتضخّم ويطغى أكثر ، وتأسيس ثقافة مقاومة جديدة متسلحة بمختلف العلوم والأسلحة العتادية الحية والمتطورة ، والانتاج المحلي لتلك الأسلحة حتى ، ولو على حساب رغيف الخبز…فضلا عن التسلح بالعلوم الالكترونية والنانوية وغيرها من أشكال العلوم، والعمل الجاد للحصول عليها من مصادرها الموثوقة، ثم تبادلها، كما علينا إعادة النظر في جميع مناهجنا التربوية التعليمية….في مختلف المراحل وتنقيتها من الشوائب، و تغذيتها بالمواد والقيم التي تعمق الانتماء للوطن والاستفادة من التجارب الناجحة في البلدان العربية وغيرها ، وعلى رأسها الدول المقاومة للاستفادة من تلك التجارب وخصوصا منها التي نجحت في التأسيس للوسطية في الدين عن طريق إطلاق مشروع المسيرة القرآنية كتجربة اليمن التي حصدت ثمارها على أرض الواقع، والتي تصبّ نتاجاتها في حاضنة الانسانية…