تاريخُ اليمنِ، وعراقةُ حضارتِه ، والتي كانَ لها دلالاتُها في سورتين من سور القرآن الكريم (سبأ والفجر).
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آية جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ”15″ }
تلك الجنانُ امتدّت إلى الشّام وسكَبَتْ أريْجَها.
(إرم ذات العماد”7″ التي لم يخلق مثلها في البلاد”8″)
ماسبقَ، وغيرُه الكثيرُ من الأمورِالتي امتازَ بها اليمنُ ، وشعبُه، من إعجازٍ ابتكاري في أساليب البناء الحجري، والبشري النّوعي، الذي لم يُسَرُّ به الأعداءُ، فتضافرَتْ دياثتُهم، وحقدُهم ، وحسدُهم ،و منذُ زمنٍ ليسَ بالقريبِ ، لطَمْسِ معالمِ حضارةِ اليمن، وإذلالِ شعبه العريقِ ، وذلكَ بشكلٍ ممنهجٍ، وعبر الكثير من الأساليب ، والطرائق، وبأشكال متنوّعه من الأدوات ، وعلى رأسها هدم جسور المحبة، والتعاضد المتين بين أفراد المجتمع ، والعمل على إفقارهِ، وتجهيلِهِ، وإمراضهِ، مما يؤدي إلى شعوره ، بالغبن ، والضّعفِ ، وإشاحةِ بصره عن أهْدافهِ الأساسية ، والانشغال باحتياجاته اليومية ، وتفتيت روابط الانتماء للوطن الأم .
وغير ذلك مما يُسْهِمُ في خلقٍ فجواتٍ، وبؤرٍ يتسلّلُ من خلالها العَدو، بشَكْلٍ مَرحليٍ ربّما يكونُ عن طريق وكلائه،أو بشكل مباشر، والتّدخّل بالشؤون الداخلية لليمن،و بطرائق عدّة، والقضاء على مقدراته، وسرقة ثرواته المختلفة ، والنوعية ، مُتذَرّعاً بذرائع شتّى، بعدَ أن يكونَ أعدّ لها السيناريوهات ، والفبركات، المناسبة لمبتغاه وفلمنها على مقاس أهدافه ، مستنداً في إعدادها على بعض أنواعِ العلومِ الأصليّة ،التي سرقَ مفاتيحها من العربِ ، وأما منفذوا تلك السيناريوهات، وممثلوها فهم من الخارج، ومن الداخل العربي لكنّهم في معظمهم ليسواعرب… بل يهود تمّ تجميعم من عدّة بلدانٍ أجنبية، وهم من يهودِ الفلاشا، والدونما ، وتوطينهم في الجزيرة العربية ، وفي بعض الدول العربية الغنيّة باشكال الثّروات ، وذلك تمّ من مئات السنين ، بعد قتل ، وتهجير السكان العرب الأصليين ، وبمساعدةِ دولة عظمى، وهناك مقولةً لرئيسة وزراء الكيان الإسرائيلي غولدمائير تقول: سيفاجأُ العربُ يوماً ما بأنّ من يحكمُ بُلداْنَهُم هم من اليهود.
وإذا تتبعنا ماحدث لليمن، من سيطرةِ لبعضِ الدّول على عدد من مكامن ثرواتها الهامة، مثل جزيرة سقطرى التي تعدّ لغزاً بالغَ الأهمية لايفكّه الا من يُسيطرُ عليها، وينقّب عنها، فضلا ًعن موقعها الاستراتيجي المميز، وفرضُ الحصار على مطار صنعاءَ الدولي ، وخنقُ حيويّتِه ، وبدونِ أيّ اعتبارٍ لانعكاساتِ ذلك على اليمن ،
وعلى مرأى الدول العربية ، والأجنبية ، حيث الجميع ابتلعوا ألسنتَهم ، وأعدمُوا عباراتِ الحقّ في حلوقِهم ، لو تأمّلنا ماسبق فعلاً لاتضح لنا الكثير من الإجاباتِ التي تدور اسئلتُها في أذهاننا..
ولكن لكون الامر يتطلبُ الكثيرَ من الوقت ، والعديدَ من المقالات، ساختصرُ، وأوجّه بوصلتِي الى موضوعنا الأساسي، وهو ضرورة رفع الحصارعن مطار صنعاء الدولي.
هذا الحصارُ الذي يعدُّ جريمةً بحقّ الإنسانيّة ، كما هو وصمةُ عارٍ على جبينِ الدّول التي فرضتْه، وجبينِ الامم المتحدة ومجلس الأمن ، بل مجلس الغبنِ لا الأمن ، وعارٌ يُعرّي حقيقةَ المنظماتِ الدوليةَ التي تدّعي بانّها تعملُ من أجل حقوقِ الانسان، لما أفرَزَه من انعكاساتٍ على انسانيّةِ الانسان اليمني، وحياته من مختلف جوانبها، وعلى مختلف الموجودين في اليمن من الدّول الأخرى كافّةً ، إضافه إلى مخاطر أخرى غير محدودةِ النّوع والأثر.
أمّا من زاوية أخرى ، فإنّ الاستمرار في فرض الحصار على مطار صنعاء الدولي منذُ حوالي عقد من الزمن والى اليوم ، فهو اعترافٌ من جميع الجهاتِ التي سبق ذكرُها بمكانة اليمن العظمى ، والمؤثّرة في مختلف المجالات ، والمعتركات ، وهم يهابونَ ، تلك المكانة المشفوعة بوحي الله، وبعظمة شعب لايحني رأسَه إلا لله ، وشجاعةِ وصلت إلى درجة الإعجازِ، الذي ترجمه استبسالُهم في الدفاعِ عن وطنهم ، وعن أشقّائهم في لبنان ، وفلسطين، وإجبارهم السفن المعادية للعودة إلى مرساها في بلدانها، أو إصابتها بإصاباتِ محققة للأهدافِ المتوخاة ، وكلٌّ منهم بألف رجل…
فأعداءُ اليمن مازالوا آخذين على عاتقهم العمل بمختلف الأساليب غير الإنسانية ، لزعزعة أمنه، والعمل على تمزيق جسدهِ ، وسرقة ثرواتهِ على اختلافها ، وإفقاره، وتشريده ، وهذا غيضٌ من فيضِ ما يخفونه للقادمات …الخ.
ونحن نقول: فلتحرقوا مكاييلكم المتعددة ، يامن تدّعون الحرصَ على حماية حقوق الانسان، ولتنصفوا اليمن، وإلا فلينصف اليمنُ نفسه ،بمايناسبه، وهومتمسّكٌ بحول الله وقوته .
ولن يسمحَ للتاريخ يوماً، أنْ يَكتُبَ عنهُ انّه خسرَ في معركةٍ.
وسيبقى رجالُه الأبطالُ والمفكرون، وجميعُ القاماتِ، والهاماتِ الفكرية المورقة ينشرون شعاعَ الشمسِ، في حنايا اليمن ، وأرياحه ، وكذلك حنايا لبنان ، وغزة فلسطين وجميع الساحات العربية ، التي يُعتدى عليها بغير حقّ.
وما الحملةُ الدوليةُ لكسرِ حصار مطارِ صنعاءَ الدوليّ، إلا صورةٌ واضحةٌ مستدامةُ الحيويّةِ ، يُحتذَى بها على مساحة اليمن، والوطن العربي.
وتلكَ الحملة يرأسُها العميد/حميد عبد القادر عنتر، حيثُ يعبّرُ عنها وعن أهدافها على العديد من المواقعِ، والشاشات المحليةِ ، والدوليةِ،وعبر الندواتِ، والملتقياتِ ، والحواراتِ ، والمقالاتِ.
وأرى من المناسب لفت الانتباه ، إلى أنّ االعميد عنتر حاورَعدداً من الشخصيات العربية والدولية، ومنهم مستشار الرئيس الأمريكي ترامب… حيث غيّرالمستشارُ موقفه ليصبحَ اكثرَايجابية تجاهَ دفاعنا عن حقوقنا ، كما أنّ مجلس الأمن الدولي قامَ بمناقشةِ العديدِ من مقالاتِ المفكّر عَنتر رئيس الحملة ، والتي أحدثت لدى المجلس توعاً من القلق، وزعزعةِ الاستقرار، لابدّ أن نجني ثمارهُ لاحقاً. كما أنّ شجاعة الأبطال اليمنيين الذين ، يقارعون سفن العدو في البحر الأحمر ، وأصوات الحق، لها أثرٌ عميقٌ، وفق اعتقادي في انسحاب حاملة الطائرات لينكولن من الشرق الأوسط .
وهذا ينسحب على حكم الجنائية الدولية باعتقال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتياهو، ووزير الدفاع المقال يواف غالانت ، بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة ،.
ومما سبق بمستطاعنا القول: أنّ الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي كان لها أثرٌ واضحٌ ، وإيحابي لصالح اليمن وفلسطين ولبنان.
ولطالما لدينا أبطالٌ شجعان كثرأمثالَ العميد عنتر وغيره ، محليّا، وعربيّاً ، فصوتُ الحقّ سيعلو صادحاً من حناجرنا النقية ، ليصلَ الأسماع ، في مختلف الأنحاء، والأصقاع ، وستسمعهُ عقولُ العالم قبل مسامعهم .
ومثلما حوّل اليمنيون الجبال إلى قصورٍ رصّعوها بالذهب، والفضة …الخ
سنحوّلُ دموعنا غيثاً يروي يباسَ قلوبنا ، فتزهرُ أنواعاً لاحصرَ لها من الطمأنينة ، والاستقرار.
ونحنُ ” أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ”.
بحول الله العزيز المجيد .
الباحثة التربوية الإعلامية: د شفيعه عبد الكريم سلمان/ سورية