
د.جميل مشيقب
في عالم يمتلئ بالصخب والازدحام، يبقى اليتيم وحيداً في زوايا القلب. هو طفل يحمل في عينيه حكايات حزينة، وفي قلبه جروحاً عميقة، ولكنه يظل مفعماً بالأمل . يحلم بأحضان دافئة تحميه من قسوة الحياة، وبكلمات تشجع روحه على الاستمرار.
اليتيم يعيش تجربة فريدة، إذ يشعر بالفقدان في كل لحظة، ويتمنى أن يجد من يشاركه أحلامه وأفراحه. يراقب من بعيد العائلات المتماسكة، ويتمنى لو كان جزءاً منها. يحن إلى اللحظات التي يجلس فيها مع من يحب، يستمع إلى قصصهم ويتشارك ضحكاتهم.
لكن رغم كل الصعوبات، يظهر اليتيم قوة غير عادية . يتعلم كيف يعتمد على نفسه ويواجه التحديات بشجاعة. في المدرسة، يتفوق رغم الظروف ، فيسعى لتحقيق أحلامه. كل نجاح يحققه هو خطوة نحو بناء مستقبله، ولكنه لا يزال

يتوق إلى لمسة الحنان.
اليتيم يحتاج إلى من يمد له يد العون، إلى من يحتضنه ويشعره بأنه ليس وحده . فربما يكون اليتيم بحاجة إلى عائلة تحتضنه، لكن الأهم هو الشعور بالحب والقبول. كلمات بسيطة، مثل “أنت مهم” أو “نحن هنا من أجلك”، قد تغير مجرى حياته.
في النهاية، يبقى حلم اليتيم في أحضان دافئة، حلماً يحمل في طياته الأمل والحنان . ومع كل من يقدم له الدعم والمحبة، يصبح هذا الحلم أقرب إلى الواقع، ويبدأ اليتيم في بناء عائلته الخاصة، تلك التي لطالما حلم بها.
