
الجزاء من جنس العمل
بقلم
د. أسما الصيفي.
سوف أقدم لكم قصه قصيرة أتمنى أن تكون لكم بها الموعظة الحسنه تعالوا معي لنعرف ماذا تحكي لنا…..
تقول المحامية ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻨﺎ : ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ الحبّ والغرام والعشق والهيام ، ﺧﺎﻧﻨﻲ !!!! ﻭﻻ ﺷﻚّ أن الخيانة ﻣﻮﺟﻌﺔ وقاسية … ﻭﻟﻜﻨﻲ على عكس الكثيرات – أنصح ﻛﻞ ﻓﺘﺎة ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻜﻬﺎ وأن تتفهّم ﻃﺒﻴﻌﺔ الذكور وتعتبرها نزوة عابرة … ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖُ أنا ﺗﻤﺎماً…
اتصلتُ ﺑﻪ ﻭأخبرته أننا ربحنا دعوة عشاء ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﻦ
ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ، ولن أنسى ﻓﺮﺣﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اللحظة
ﺧﺎﺻﺔً وأننا ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻤﻠﻚ فلسًا واحدًا حينها …
ذهبنا ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ، وكان المطعم ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ الفخامة … وﻃﻠﺒﻨﺎ أفخر أنواع الأكل وأغلاها … وﻛﺎﻧﺖ سهرة ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ الرومانسية ولكي أملأ ﺣﻴﺎﺗﻪ حباً وسعادة وضعتُ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻫﺪﻳﺔ استثنائية ، استغرقت ﻣﻨﻲ الكثير ﻣﻦ التفكير ﻓﻲ اختيارها …!!!!
وبكلمات صادقة قال لي :
-شكراً لأنّك غفرت ﺧﻄﻴﺌﺘﻲ … أنتِ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ الله ما عساني أفعل … أنا هكذا دوماً ، ﺣﻨﻮﻧﺔ جداً ، أحبكِ جداً !!!! ومن هنا فقد أحبّني ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ … إذًا ﻟﻘﺪ ﻧﺠﺤﺖ … نجحت !!!! ﻃﺒﻌﺖ ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ خده الأيمن واستأذنته ﻓﻲ الذهاب إلى الحمام ثم … الباب … ثم إلى الشارع …” وركبت التاكسي “.. وعدتُ إلى بيتي .
أمّا هو … فاليوم يُنهي ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ السجن لأنّه ﻟﻢ يسدد ثمن العشاء … والسبب أنه تطاول على أفراد الشرطة ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪان أعصابه ﺣﻴﻦ اتهموه ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺗﺮويج المخدرات … ﺑﻌﺪ أن عثروا ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ الحشيش التي وضعتها في جيبه …
ﻣﺤﻈﻮظ ، كان بإمكاني اقتلاع إحدى عينيه أو بتر أحد أطرافه …. ﻟﻜﻦّ الحنان ﻣﻨﻌﻨﻲ …. ﺣﻨﺎﻧﻲ ﻧﻘﻄﺔ ضعفي
ما أطيب قلب المحاميات …. !!!!
نستخلص من تلك القصة القصيرة أنه يجب على الرجل الا يستهين بعقل زوجته التي أحبته وفضلته على الكثيرين وأضحت ببيت أهلها لكي تكن معه ويكن لها عوضاً عما تركته من حنان الأم والأب وذهبت معه إلى بيته واثقةً بأنه لها سوف يكون عوضاً وغني عن كل ما خلفته وراءها لأنها وضعت نفسها أمانة بين يديك وهي أيضاً قد وضعت شرفك أمانةً بين يديها فكما هي تحافظ على العهد والوعد فكن لها نفس السند والأمل بالله وإذا كانت مقصرةًَ بحقك فأنصحها وان لم تستجب فتزوج من غيرها فقد حلل الشرع لك مثنى ، وثلاث ، ورباع ، فعليك بالعدل بينهما والا تكن ملعوناً من الله عزوجل فقد أوصاكم الرسول بالنساء فهن كالقوارير لأن كلمة خيانة كلمة تمزق قلب المرأة الوفية الأصيلة نصفين وتجعلها تحترق فاحذر من تلك المرأة التي لم تحافظ عليها ولا تتقي الله بها “فإن ربك لبلمرصاد”….. فالجزاء من جنس العمل.
