
في عصر يتسم بالتغيرات المناخية المتسارعة والتحديات البيئية المتزايدة ، أصبح الإعلام المستدام ضرورة ملحة . يهدف هذا النوع من الإعلام إلى تعزيز الوعي حول القضايا البيئية والاجتماعية من خلال تقديم محتوى يساهم في تشكيل سلوكيات وأفكار تدعم الاستدامة .
ومع ذلك ، يواجه الإعلام المستدام العديد من التحديات . أولاً ، يتمثل التحدي الأكبر في نقص التمويل . تعاني المؤسسات الإعلامية المستدامة من صعوبة الحصول على موارد مالية كافية، مما يؤثر على قدرتها على إنتاج محتوى عالي الجودة . ثانيًا ، هناك تحديات تتعلق بالتوعية ؛ إذ يجد الإعلام المستدام صعوبة في جذب انتباه الجمهور وسط زحمة الأخبار السلبية والترفيه .
علاوة على ذلك ، تؤثر تضارب المصالح على حرية التعبير . فقد تتعرض المؤسسات الإعلامية لضغوط من المعلنين الذين قد لا يدعمون قضايا الاستدامة . كما أن نقص الموارد البشرية والتقنية يمثل عقبة كبيرة أمام المؤسسات الصغيرة التي تسعى لإنتاج محتوى مستدام .
تتطلب مواجهة هذه التحديات تعاوناً بين الجهات الحكومية ، والقطاع الخاص ، والمجتمع المدني . يجب على الحكومات دعم الإعلام المستدام من خلال توفير التمويل والموارد ، بينما يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دورًا في تقديم الدعم المالي والتسويقي .
في النهاية ، يعد الإعلام المستدام أداة قوية للتغيير ، ولكن يتعين التغلب على التحديات الراهنة لضمان تحقيق تأثير فعّال ومستدام . إذا تم ذلك ، يمكن أن يسهم الإعلام المستدام في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة .